ماليلاأعبدالذيفطرني؟هذاالسؤالالعميقالذييخاطبالقلبوالوجدان،يدعوناإلىوقفةصادقةمعأنفسنالنفكرفينعماللهعليناوحقّهفيعبادتنا.فاللهسبحانهوتعالىهوالذيخلقنامنالعدم،وأوجدناإلىالوجود،وسوّىخلقنافيأحسنتقويم.فكيفلناأننغفلعنعبادته،وننشغلبالدنياوزينتهاعنحقّالخالقعلينا؟وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادته
نعمةالوجودوالإيجاد
أولىالنعمالتيتستوجبالشكروالعبادةهينعمةالوجودنفسها.فاللهتعالىيقول:"هوالذيخلقكممنترابثممننطفةثممنعلقةثميخرجكمطفلاثملتبلغواأشدكمثملتكونواشيوخا"(غافر:67).فلوتأملالإنسانفيمراحلخلقه،لوجدأنكلمرحلةمنمراحلتكوينهتدلعلىعظمةالخالقوقدرته.فمنالعدمإلىالوجود،ومنالنطفةالضعيفةإلىالإنسانالكامل،كلهاآياتتدعوإلىالخشوعوالعبادة.
نعمةالعقلوالهداية
ومنأعظمالنعمالتيمنّاللهبهاعلينانعمةالعقلوالهداية.فاللهلميخلقناعبثاً،بلجعللناعقلاًنميزبهبينالحقوالباطل،وهداناإلىطريقالخيروالصلاح.يقولتعالى:"ألمنجعللهعينينولساناوشفتينوهديناهالنجدين"(البلد:8-10).فكيفلانعبدمنوهبناالعقلالذيبهندركحقائقالوجود،والهدايةالتيبهانسعدفيالدنياوالآخرة؟
نعمةالرزقوالأمن
كماأناللهتعالىهوالرزاقذوالقوةالمتين،الذييمدنابأسبابالعيشوالرزق.فمنالذييرزقناالطعاموالشراب،ويسبغعلينانعمةالأمنوالاستقرار؟إنهاللهوحده،الذييقول:"ومامندابةفيالأرضإلاعلىاللهرزقها"(هود:6).فإذاكاناللههوالذييوفرلناكلمانحتاجإليه،أفليسمنالحقأننعبدهونشكرهعلىهذهالنعم؟
الخاتمة:دعوةإلىالعبادةوالشكر
فياأيهاالإنسان،إذاتأملتفينفسكوفيالكونمنحولك،لعرفتأناللههوالذيأوجدكوأمدكبكلماتحتاجإليه.فمالكلاتعبدالذيفطرك؟مالَكَتُعْرِضُعنذِكْرِهِوتَنْشَغِلُبِمَالَايَنْفَعُ؟إنالعبادةهيغايةخلقنا،كماقالتعالى:"وماخلقتالجنوالإنسإلاليعبدون"(الذاريات:56).فلنُقبلعلىاللهبالشكروالعبادة،ولنجعلحياتناكلهاطاعةًله،حتىننالرضاهونعيمجنته.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادتهفلاتكنممنيغفلعنحقيقةوجوده،بلكنعبداًشكوراً،يعبدربهحقالعبادة،ويشكرهعلىنعمهالتيلاتُعدولاتُحصى.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادته